المجلس الوطني والتعذيب
المجلس الوطني والتعذيب
تاريخ النشر: - مقالات عامة

 طلب رئيس المجلس الوطني وعدد من الأعضاء عقد اجتماع عاجل وطارئ بعد أن وصلت لهم رسائل واتصالات هاتفية من أهالي المعتقلين تفيد بتعرض ذويهم للتعذيب بعد أول جلسة في قضية التنظيم السري بعد أن ذكر المعتقلين أنهم تعرضوا لصنوف شتى من ألوان التعذيب والقهر والإهانة والإذلال الحاط بالكرامة الإنسانية ، وبعد أن ذكر المعتقلين سوء المعاملة والسجن الإنفرادي والإضاءة المستمرة ، وبعد أن ذكر المعتقلين الضرب الشديد والتعليق ونتف الشعر من اللحية والصدر والاختناق الذي تعرض له البعض وبعد أن ذكر المعتقلين كل ذلك ، وبعد مناشدة المواطنين لاعضاء المجلس الوطني الذين قاموا بانتخابهم ، قرر أعضاء المجلس عقد الإجتماع الطارئ لبحث هذه القضية الخطيرة التي قد تسقط رؤوس كبيرة اذا ماقرر الأغلبية في المجلس استجواب وزير الداخلية أو حتى رئيس الوزراء .. فعلاً عقد اعضاء المجلس الوطني اجتماعهم الطارئ وقرروا ارسال وفد منهم لحضور الجلسة الثانية ، ارتبك قادة الأمن من حضور اعضاء المجلس الوطني فهم ليسوا كجمعية الصحفيين الذين يستطيعون شراء كتابها وليسوا كجمعية حقوق الإنسان التي ابتاعوا ذممها ، انهم اعضاء المجلس الوطني المنتخبين أصحاب الصلاحيات التشريعية والرقابية الذين يستطيعون أن يسقطوا حكومة بأكملها بمثل هذه القضية التي تمثل رأي عام يهتز المجتمع بأكمله لأجلها بل تهتز الانسانية لأجلها .. بعد خروج أعضاء المجلس الوطني من الجلسة الثانية وماسمعوه ورأوه من هذيان وهزال وتعذيب ظاهر على المعتقلين وبعد ماسمعوه من ما تعرض له الشابين راشد وعبدالله من تعذيب وضرب شديد ونتف لشعر الصدر واللحية بطريقة شنيعة قرروا استجواب رئيس الحكومة ووزير الداخلية بعد هذه الجريمة النكراء ..... وزير الداخلية قدم استقالته من منصبه بعد فضيحة التعذيب ورئيس الحكومة أعاد تشكيل حكومته وتم تقديم المسؤولين عن التعذيب في جهاز الأمن للقضاء المستقل بعد فصل السلطات وتمت محاسبة الفاسدين مع رد كامل الاعتبار للمعتقلين ، ومحاسبة الصحفيين والكتاب الذين أساؤوا لمهنة الصحافة في الإمارات بتسييسها وادخالها في قضايا قذف وتشويه للمواطنين ..! رن هاتفي واستيقضت من الحلم ؟ ماذا هل كنت أحلم ؟ أخذت أؤنب نفسي على هذا الحلم الذي جعلني أعيش في عالم غير عالمي ، وفي وطن غير وطني الذي أحلم به كل يوم ، حيث تجاوزت فيه الخطوط الحمراء تباً له من حلم هذا الذي يتدخل في الصلاحيات المطلقة .. فلازال في وطني المعتقلين في سجونهم ولازال من يعذبهم يتمتع بكل صلاحياته المطلقة ، ولازال الصحفيين يشهرون ويتنكرون لجراح المعذبين ، ولازال أعضاء المجلس الوطني يعين نصفهم وينتخب النصف الآخر من ١٠% من الشعب ممن نجحوا في الموافقات الأمنية ولازالوا من غير صلاحيات ..!