هذه القصيدة عبارة عن ردود كتبتها مع الشاعر أحمد حبيب آل غريب وهي القصيدة التي شجعتني على الاستمرار في كتابة الشعر وكانت بدايتها أن أرسلت له أبيات من الشعر للدكتور يوسف القرضاوي وهي :
وهناك في ظل الغصون الخضر والعيش النضيد
والمـــــــــــــاء تحتك ضاحكاً وكأنه يتلو القصيد
تفضي بســــــــــرك آمنا وتعيش بالقوت الزهيد
مادام قلبك عامراً بالـــــــــنور في كـنف الحميد
فهناك تعلم موقناً أن الـــــــــــــــــتقي هو السعيد
فقال :
وهناك تسمع صـــــــرخة الباغي يكبل بالحديد
ويقوده الملك المكــــــــــلف بالــعذاب بدا شديد
فيقول يا ويلي ويا ويــــــــــل الـــمكابر والعنيد
يا ليتني لم أكفر النعماء والعـــــــــــيش الرغيد
فهناك تعلم موقناً أن التقي هو الــــــــــــــسعيد
فقلت :
وهناك في الجنات في أعـلى المنازل والخلود
وعلى الأرائك ساكناً والنـــاس في هول شديد
من تحت ظل العرش تلـــهج بالدعاء وبالمزيد
والناس تحت الشمس غرقا بالدموع وبالصديد
فهناك تعلم موقناً أن الـــــــــــــتقي هو السعيد
فقال:
وهناك تشخص يومـــها أبصارهم يومٌ مديد
هم مهطعين وطرفـــهم يرتدُّ ؟ كلا! لا يحيد
وهناك أفئدة الطـــــــــغاة هوا وموقفهم كئيد
والملك لله العظيم والــــــواحد الأحد المجيد
فهناك تعلم موقناً أن الـــــــــــتقي هو السعيد
فقلت :
وهناك تدنو الشمس ميلاً ! يومها أضحى شريد
والظالمون لهم نـــــــــــــــــداء هل لنا يوماً نبيد
وجهنم يلقى بها من كــــــــــــــان يكفر بالوعيد
والله فوق العرش يقـــــــــضي إنه العدل المعيد
فهناك تعلم موقـــــــــــــناً أن التقي هو السعيد
فقال :
وهناك رب العرش نادى في الورى ظلي مديد
هو للمحبين الذين تـــــــــــزاوروا بي والعبيد
المخلصين لبعضهم من قـــــربوا قرب البعيد
وهناك سبعاً ظلهم ربي ففـــــــــازوا بالسعود
فهناك تعلم موقناً أن الــــــــــــتقي هو السعيد
فقلت :
وهنــــــــاك حوض نبينا يسقي به أهل العهود
في شربة من كفه تروي العروق إلى الوريد
هو للذين تناصحوا بالــــخير في أمر رشيد
وتعاهدوا في سيرهم نحو الجنان بلا صدود
فهناك تعلم موقناً أن الـــــــــــتقي هو السعيد
فقال :
السابقون بجنة فـــــــــيها من الطلح النضيد
والماء مسكوباً ترقــــرق حوله الظل المديد
والغيد حور قاصرات الطرف هن الأماليد
فهناك تعلم موقناً أن الـــــــتقي هو السعيد
فقلت :
المتقين الصــــادقين ومن لهم حق الورود
الحاملين لسنة المختار في عـــزم الرشيد
السامقين إلى العلا والعز والنصر الأكيد
إما الصعود إلى العلا أو ميتة الحر الشهيد
فهناك تعلم موقناً أن الـــــــتقي هو السعيد
فختمها وقال :
وصلاة ربي والسلام على النبي الهادي الرشيد
والآل والصحب الكــــــرام ومن لهم حق اكيد
والتابعين وتابعــــيهم من ذوي الرأي السديد
فختمتها وقلت :
والشكر لله الذي أمــــــر الـــــــبرية بالسجود
ثم الصلاة على النبي محـــــــمد هادي العبيد
والآل الصحب الكرام ومن لهم سبق الصعود
والتابعين وتابعيهم ومن له قلب الموحد للحميد
والشكر أيضا موصل .. لصاحب الفضل المديد
من كان حقا باعثاً للشعر في قــــــــلبي القعيد
شكراً أبا عمراً ... فالقلب يلـــــــهج بالمزيد
كتبت في تاريخ 6 و 7 / 1 / 2005 م