أستيقظ في كل صباح وطموحي يحدو بي للتحدي والتقدم في الحياة ، فحياة المؤمن كفاح في سبيل الله لا يرتاح إلا عندما تطأ قدمه الجنة، أتساءل يا ترى ماذا سأواجه في هذا اليوم من مواقف وأحداث هل هو إنجاز وتقدم ؟ أم غير ذلك ؟؟ وعندما يحصل لي غير ذلك قد أصاب بالإحباط واليأس لوهلة ،،،، فالنفس طموحة وتحب المزيد ؟؟؟ ولكن لماذا اليأس والقنوط ؟؟؟
لأنني أنسى أن أقول " لك الشكر يا الله "
لأنني أنسى دائما "أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك "، يا نفس : فما أصابني فمن الله فلماذا الجزع وهو خير لي بإذن الله ،،، ولأنني أنسى قول الله تعالى " ولان شكرتم لأزيدنكم " فعندي من نعم الله التي لا تحصى ولا تعد ، فلدي الإسلام وغيري كافر ، ولدي الصحة وغيري مريض ، ولدي عين ولسان ويد ورجل وغيري لا يملك عين ويرى الدنيا ظلام ، ولسانه لا يستطيع به الكلام ، ورجله تعجز عن المشي والإقدام ، فلماذا لا أشكر؟ فلك الحمد و لك الشكر يا رب يالله
ولأنني أنسى أيضا قوله تعالى "وسيجزي الله الشاكرين " ويغيب عن بالي كثيرا قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له " فما أصابني يا نفس كله خير وإن بدا في ظاهره الضر ، ففي باطنه عواقب خير لي لأنه بحكم الله وبقدره وقد يكون ليس إلا تمحيص وتنقية من أهواءك وشهواتك ، وجلاء للقلب من الصدأ ، فكيف لا أكون سعيدا ولي رب كريم يتفضل علي بكل خير ،،،
مسكين أنا عندما أظن بأن التميز والعلم يأتي بقدراتي وبنشاطي ، وأنسى بأن المنعم والمعطي والمانع هو الله ، وهو القائل "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " وهو الذي رزقني هذا العقل لطاعته وأنا أتكبر على الناس بعقلي ، وهو الذي هداني وأنا أتفاخر بالتزامي ، ولو شاء لجعلني دون عقل مثل البهائم والدواب بل أضل سبيلا ، فلك الحمد و لك الشكر يا الله ..
أجتهد في الحصول على المال وأنسى بأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين القائل "وفي السماء رزقكم وما توعدون" وكما يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم " لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها " فلماذا يا نفس النسيان ؟ الكآبة والنكران ؟ ولماذا الحزن على ما فات فما فات مات ، ولا يبقى غير الشكر ، فلك الحمد ولك الشكر يالله .....
إنه ليس تواكل يا نفس ، ولكن إعقلها وتوكل ، وشكر لله على ما أنعم وتفضل .. فلك الشكر يا الله