ايقضني البرد لصلاة الفجر في السادسة والنصف، حيث كانت ليلة شديدة البرودة مع وجود نظام التدفئة كانت حرارة الغرفة لا تتجاوز 13 درجة، صليت الفجر وانطلقت اقلب في رسائل البريد الإلكتروني الغير مقروءة فوجدت أحد الأصدقاء على برنامج المحادثة فأمضيت معه بعض الوقت في حديث ودي جميل، أخبرني صديق آخر اتصل بي بعد أن أنهيت المحادثة مع الأول بخبر سار آخر لم أتمالك نفسي من أن تنزل دمعت الفرح بصحبة أمثال هؤلاء، فكما يقال الصديق وقت الضيق، فرأيت جميع أحبابي معي في وقت الضيق فشكرا لله على ما رزقني، قال لي أحد أحبابي إخوانك يحبونك ،،، قلت الحمدلله الذي قذف في قلوبهم محبتي ، وقذف محبتهم في قلبي، واستشعرت نعمة الأخوة في الله , وكيف أن هذه الحياة لاتخلو من أخ صادق محب يريد لك الخير أينما كنت وحيثما حللت، يتألم لحالك ويفرح لفرحك ويشاركك أحلامك وطموحاتك ... كم هم رائعون
الساعة تشير إلى الواحدة ونحن في المستشفى ننتظر إجراء الفحوصات الأولية لولدي محمد، لاحظت شيئا عجيبا لفت انتباهي وأثار اعجابي عند دخولنا إلى المستشفى إلى أن خرجنا لم أشم رائحة الدواء ولم أشعر للحظة بأني داخل مستشفى حيث أن التصميم الداخلي والخارجي للمستشفى وكأنك في مصنع كبير ( السلم ، المواسير ، الممرات ، الأبواب ، الأرضيات ) كل شيء. ورقي التعامل عند الأطباء المعالجين شيء آخر وكأنهم استمدوا خلقهم من الإسلام، حلم وأناة وصبر على الأطفال ... ويؤلمهم بكاء الطفل فتجد رقة في التعامل وتفهم لوضع المريض ... مهنية عالية وإعطاء المريض وأهله حقهم في الفحص وفهم الحالة والسؤال على عكس ما وجدناه عندنا بين أطباءنا في المستشفيات الحكومية والخاصة على حد سواء وكأنك تطلب وتستجدي وهم يتلذذون بتعذيبك، ولا أعمم في هذه المسألة ولكن الأغلب وللأسف.
سنجري العملية يوم الخميس صباحاً، واليوم هو الثلاثاء فيجب أن يحضر غدا لمعاينة طبيب التخدير، هذا ما قالته الطبيبة المختصة، بهذه السرعة لماذا؟ صدمة احسست بأنني لا أقوى عليها مع أننا أتينا إلى هنا لإجراء العملية ولكن عندما تحول الموضوع إلى الإجراءات العملية بدأ الخوف ينتابني وأنا أسمع كلاما وهمهمه بين الطبيبة وعبدالعزيز وكأنهم يتهامسون في مكان بعيد ،وأما أنا فانطلقت في حوار نفسي داخلي : لاتضعف واترك مشاعرك وعاطفتك جانبا وفكر بعقلك، نعم أفكر بعقلي ولكن، لكن ماذا؟ ألا تريد مصلحة إبنك ؟ نعم أريد ولكني أخاف عليه، إذا ضعفت أنت ستضعف زوجتك؟ وقطع حديثي الداخلي كلام الطبيبة إذا كنت موافق على العملية فوقع على هذه الورقة، قلت في نفسي تماسك قليلا حتى تضع نفسك أمام الأمر الواقع، في السكن وانا استمع إلى سورة البقرة غلبني النعاس فنمت على أمل يوم جديد.
وغدا يوم آخر جميل الثلاثاء 25 / 01 / 2011م