باتت الكثير من المؤسسات الإعلامية ومن أصحاب القرار والرأي في مجتمعنا الإماراتي العربي الإسلامي (وأؤكد على أنه عربي مسلم صاحب مبادئ وقيم أصيلة وعادات وتقاليد مستمدة من هذا الدين العظيم) بات كثير منهم يرفع هذا الشعار ((نحو مجتمع مخنث)) سواء كان يدري أو لايدري من خلال برامج ومسابقات شغلت جل شباب المجتمع في تفاهات وأوهام جرياً وراء الشهرة والمادة، من خلال تلميع أسماء فاسدة يرى من خلالها الشاب أنها هي القدوة وأنها هي الشخصية المثالية التي يجب أن ينتهي به الحال إليها، وقد كانت في زمن مضى لاينظر ولايلتفت إليها إلا في أوكارها، وأما أن تخرج إلى المجتمع بهذه الطريقة فهذا أمر لم نعهده، ولكي يتضح المقال سوف آتي ببعض الأمثلة من واقع المجتمع مع أن الواقع قد غص بكثير من الأمثلة ولكن أقتصر على بعضها ، فمن أبرزها ما حدث من رقص وهز للأوساط في مدرجات الكرة من شباب الوطن، والأعجب من ذلك كله أن ترى أحد الشباب وهو يرتدي زي امرأة ويشجع المنتخب دون أدنى حياء أو خجل، والصور في ذلك كثيرة ولكن يجب أن لانعجب من ذلك إذا عرفنا من هم قدوات التشجيع! ومما أثار حفيظتي أكثر من ذلك أن أسمع في أحدى الإذاعات المحلية في برامج لحل مشاكل المواطنين، والذي يجب أن يستقبل مشاكل المواطنين ويقوم بحلها، لا أن يستخف بهم وبعقولهم، يستضيف أحد المائعين وهو يتمايل ويتميع في الرد على مكالمات المستمعين وتأتيه المدائح من المقدم (الكل يقول أنت نجم) أي استمر في تميعك ونحن كلنا معك. وأشدها في ذلك مسابقة اليولة وتأثيرها العريض على فئة كبيرة من شباب المجتمع الصغار منهم قبل الكبار، فلاتكاد تجد طفلا أوشابا إلا ورأيته يتمايل ويتراقص وهو يحمل في يديه العصى ويكملها بعد ذلك (بنعشة) بشعره الطويل الذي أصبح لازما لرقصة اليولة وبدونه تصبح الرقصة ناقصة. وتساؤلي الأخيرهو أي جيل ننتظره من وراء اليولة؟ وأي عاقل هذا الذي يريد أن يربي أبنائنا وفلذات أكبادنا في مدارسهم بمسابقة تنزع عنهم معاني العزة والرجولة؟ ومن الذي سيتحرك لوقف مثل هذه السفاهات؟ هنا أتوقف وأترك الإجابة لكل وطنيّ غيور على دينه ووطنه.