" شباب يقضون ليالي الصيف في الملاهي الليلية " ... " مدمن يهين والدته من أجل المال " " رجل يضرب زوجته حتى الإنعاش " " أطفال مشردين بأيدي الخادمات ،، والأب مع عشيقته والأم مع صديقها " " طفل يحمل سكين في وجه زملاءه " .. " إصابة مواطن بسبب القيادة تحت تأثير مواد محظورة" أعتذر عن سرد مثل هذه الأخبار السيئة على مسامعكم ولكن هذا بعض ما وصلني وما شاهدته خلال الأسبوع الماضي فقط فما نشاهده ونسمعه من أحداث ومآسي يندى لها الجبين ويتفطر لها القلب وتشمئز منها النفوس تحدث في مجتمعنا المحافظ كما كنا نسميه سابقاً وبين أبناء البلد المحافظ!! ولا أقصد التعميم ولم أذكرها لمجرد الفرجة فقط وإنما أردت بها أن نتلمس الجرح لكي لا تخدرنا الشعارات ولا تلهينا الهتافات ونفاجئ بعدها بغرق السفينة.. فمجتمعنا الذي نعيش فيه كوحدة متكاملة يؤلمنا أن نجد فيه من يعاني ويتألم فهو كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وخلل في فرد من أفراد مجتمعنا قد يؤدي إلى خراب أسر مستقرة وتشريد أبناء أبرياء وانهيار منظومة المجتمع تبعا لذلك ,, وإذا أردنا أن نقف على أهم أسباب المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها مجتمعنا فهي واضحة كالشمس في رابعة النهار ، فضعف الوازع الديني مقابل الانفتاح الكبير على العالم شاهد للعيان مع غياب جانب كبير من التوعية والإرشاد ، فعندما تكون القيم هشة في النفوس وتجد أمامها أفكار مستوردة عبر المسلسلات والأفلام ووسائل الاتصال الحديثة نجد مثل هذه الانحرافات السلوكية والأخلاقية ،، وقد لا نستطيع أن نوقف هذا الانفتاح الذي دخل إلى العالم بأسره حتى في أفقر الدول ولا ندعو بأن ينزوي الإنسان بنفسه ويكون في كوخ مظلم ، ولكننا بالتأكيد نستطيع أن نزرع القيم وننشر الوعي ونربي الناشئ وننبه الغافل ونقيم المعوج ... ولكي نكون صريحين بدرجة أكبر فإن هناك مشكلة " أمنية " أكبر وأشد تواجه المصلحين والدعاة إلى الله في مجتمعنا من أقوام لا يسرهم أن يكون الناس على خير ويمنعون الدعاة من تأدية واجباتهم الإصلاحية والإرشادي لزيادة الوازع الديني والإيماني في النفوس ، فمن منع للمحاضرات إلى منع للمشايخ المؤثرين من دخول البلد إلى إغلاق مراكز التحفيظ التي لا توافق الأهواء إلى التضييق على المصلحين في المجتمع في أرزاقهم وأقواتهم ،، إلى ترحيل العديد والعديد من أئمة المساجد المؤثرين إلى وقف أنشطة الجمعيات الإصلاحية إلى خطبة الجمعة المنزوع منها الروح ، إلى إبعاد المعلمين المواطنين الصالحين من حقل التعليم الذي يعتبر من أهم الحقول التي يتخرج منها الأبناء وتعيين أجانب من أصحاب السوابق والمحظورات ، إلى تشويه صورة الدعاة والمصلحين وتخوينهم لأوطانهم ووصفهم بالعمالة للخارج بحجة أنهم من الأخوان المسلمين ! كل هذا وأكثر ولازالت قائمة الممنوعات في ازدياد .. وبعد كل هذا كيف يمكن لنا أن نحافظ على السفينة من الغرق وقد أخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث " (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قومٍ استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها , فكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء مروا على من فوقهم , فقالوا لو أننا خرقنا في نصيبنا ولم نؤذي من فوقنا , فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا وهلكوا جميعاً , وإن أخذوا على أيديهم لنجوا ونجوا جميعاً ) ، وقال " ( أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث )" فالمصلحون مستمرون في إصلاحهم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ! ولكن هذه رسالة إلى حكامنا المخلصين وإلى أبناء الوطن الغيورين على أعراض أبنائهم وبناتهم ... من سواكم يحمي سفينتنا من الغرق ؟!!