الفجر يشرق والأحلام ترتسم
والعز نرقبه في الشام يبتسم
مهما الأعادي بغوا فالنصر موعدنا
والذُّلُ حول دماء العز يختتمُ
مهما الطغاة تمادوا في تجبرهم
يوماً ستشرقُ في عليائها الشيمُ
عذراً أيا شام إن خان الوفا نفرٌ
فكلنا في دروب المجد ملتزم
من الإمارات كل الفخر نرسله
حبا لأحرارها نصرا لمن ظلموا
يا سائلي عن بلاد الشام إن لها
دمعٌ بقلبي وهل غير الدموع دمُ
ففي هواها تسيل اليوم أوردتي
وتحمل الروح في طياتها الحممُ
ويؤلمُ القلب أشلاءٌ ممزقةٌ
وجه الطفولة غابت خلفها القيم
وطفلةٌ بَسَمتْ في الصبح وارتحلتْ
نحو الجنان لها الأكفان والنعمُ
براءةٌ قُتِلَتْ وبسمةٌ مُحِيتْ
من ثغرها العذب غاب الفرح والحلمُ
غاب البهاءُ الذي كانت تسامره
وصار دمع الأسى في العين مرتسِمُ
يا ويح قاتلها لم يدرِ أن لها
في قلب كُلِ أبيٍّ ينتشي الألمُ
هل كان قاتلها يبغي الخلاص بها
كلا وربي سيلقى بعدها السقمُ
فالظلم دينٌ على الباغي سيقضِيَهُ
كل الشهود على المولى ستختصمُ
سيعتلي المجدَ أحرارٌ لهم وطنٌ
والظالمين لهم في ذكرهم عدمُ
يروقني الفخر في الأراوح يبذلها
حرٌ يرى موته بالعز ملتحمُ
يأبي الهوان وان طالت مسيرته
ويرخص الروح للعلياء يستهمُ
يمضي الشهيد وتمضي خلفه شهبٌ
لتشعل الأرض بالباغي وتلتهمُ
تسجل الأرض تاريخ الأباة وهل
غير الأباة لهم في صفحاته قمم
من "باب عمرو" لهم تاريخ ملحمة
"صمصامه" في ثرى اليرموك يحترمُ
و"حمص" تذكر "سيف الله" في ألقٍ
والفاتحين لهم في عزمهم قُدُمُ
تاريخ مجد إذا رام الطغاة بهم
ذَلَّ البُغاةُ وقامَ الشهمُ والعلمُ
صاحَ الأباةُ أيا الله ليس لنا
غير التجاء بحبل منك نعتصم