تجريم دعوة الإصلاح
تجريم دعوة الإصلاح
تاريخ النشر: - مقالات عامة

 في الأيام الماضية شاهدنا وسمعنا تصريحات بعض المسؤولين والمتنفذين في الدولة ضد دعوة الإصلاح في الإمارات وكأننا أمام محاولة تجريم واضحة للدعوة ولمن يحمل فكرها ونهجها في الإمارات ، علما أن هذا التجريم جاء في الوقت الذي لايزال المتهمين ممن يحملون فكر الإصلاح في مرحلة التحقيقات الأولية الشيء الذي يجعلنا نشكك ألف مرة في نزاهة المحاكمات التي سيحصلون عليها خصوصا أن من المسؤولين من حَكم عليهم أحكام نهائية ونسف بذلك القاعدة التي تقول " المتهم بريء حتى تثبت إدانته " فهو في نظر الحملة الإعلامية الأمنية مجرم خائن ... إلى غيرها من الإتهامات الباطلة ، هي كلمات تافهه في حق قامات نهضت بالوطن عبر إنجازاتها وآمالها وآلامها ولكنها عندما تخرج من مسؤول كبير فهي لاتليق به ! وما يدعوني للحديث عن محاولات تجريم دعوة الإصلاح هو مانراه ونسمعه من مقابلات أمنية مع منتسبي الدعوة وتخييرهم بين ترك الدعوة او التحويل إلى النيابة ، وكأننا أمام جريمة بلاقانون ، ولا أستبعد أن يصدر قانون يجرم الانتساب لدعوة الإصلاح ! فمحاولة التجريم التي تتعرض لها دعوة الإصلاح ومنتسبيها ليست بالأمر الجديد ، إنما هو اسلوب قديم يعود بنا إلى ثمانينيات القرن الماضي حين استخدمه الحبيب بورقيبة ضد حركة النهضة واستخدمه حافظ الأسد ضد الإخوان بطريقة قمعية إجرامية عبر إصدار القانون رقم 49 للعام 1980 الذي يعتبر مجرماً ويعاقب بالاعدام كل منتسب لجماعة الاخوان المسلمين، وهو القانون ذو المفعول الرجعي خلافاً للدستور السوري الذي أقر عام 1973 وخلافاً لسائر القوانين المحلية والمعاهدات الدولية. وغيرهم الكثير ممن استخدموا هذا الأسلوب وغيره من الأساليب القمعية في محاربة الأفكار ولكنهم لم يدركوا أن الأفكار لا يمكن حظرها ولا قتلها ولاسجنها ، فحظرها يعني انتشارها ، وقتل صاحبها يعني إحياءاً لفكرته ، وسجن حاملها حرية لها وانتشار بين الناس ، حتى أن بعض المفكرين يقولون أن أحد أهم أسباب انتشار الفكر الشيوعي في العالم وخصوصا في أوروبا وأمريكا الجنوبية هو الحظر الذي تعرض له! أما دعوة الإصلاح في الإمارات فهي الدعوة التي نشأت في حضن هذا الوطن ورعاها أفاضل من أبنائه بدعم مادي ومعنوي من حكامه ، هل يعقل أن يأتي اليوم الذي تجرم ويجرم أبناؤها وهم من خيرة أبناء هذا الوطن ، دعوة الإصلاح التي انطلقت من صميم قيم ودين هذا المجتمع لم تحد يوما عن مبادئها وقيمها الأصيلة والمتجذرة في تربته ، فأبناء هذه الدعوة على مر السنين الماضية قدموا وبذلوا الكثير لأجل رفعة وطنهم ولن يبخلوا اليوم وحتى وهم في المعتقلات الظالمة ولو بكلمة حب ترفع شأن هذا الوطن ! حقيقة إن ما يستخدم اليوم من تجييش لوسائل الإعلام لتشويه الوجوه المشرقة بالإيمان قد تسجل وصمة عار على من يتبنى مثل هذه الحملات ، ومحاولات التجريم التي يسعى لها المغرضون لن تجدي نفعا كما قال الشاعر قديما : من ذم من كان كل الناس يحمده .. فإنما يربح التكذيب والتعبا