"الاتحاد يعيش في نفسي وقلبي واعز ما في وجودي والدفاع عن الاتحاد فرض مقدس على كل مواطن." الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله في يوم الإتحاد وأنا أرى مظاهر الإحتفالات بيوم الإتحاد في وطني الإمارات تجول في رأسي تساؤلات وتساؤلات وأفكار وحكايا قد ترحل بي معها الذكريات إلى عهد الطفولة والصفاء ، حيث القلوب النقية التي لاتعرف إلا الحب والنقاء ، فأعود بها مرة أخرى إلى حاضر مر وتساؤلاتي التي قد تكون محظورة في زمن التفرد والإقصاء ! ولكني سأتساءل حباً للإمارات وشعبها ولكل جميل فيها ولأجل حاضرها ومستقبلها أقول ياترى بعد كل ماحدث ويحدث على أرض وطننا الحبيب هل بقي في اتحاد إماراتنا السبع المشرقة روح ؟ نعم أعنيها تلك الروح الجميلة التي كانت تجمعنا وإن رحلنا عنها لكل بقاع الدنيا فهي باقية فينا روح البذل والعطاء والحب ، روح الفخر والاعتزاز والكرامة .. كما أتسائل هل هذه الاحتفالات التي نراها ونسمع بها تعبر عن تلك الروح أم أنها صارت مظاهر جوفاء خالية من أي مضمون ! قد يواجهني سيل من الإتهامات على أسئلتي البريئة ، ولكن لايهمني لأني لم أقصد بها إلا كل صادق غيور ، نقي القلب صافي السريرة ،لكل من يريد لوطننا الصعود ولمسيرة اتحادنا المضي قدماً لتسابق الجميع ، فكما نهض الوطن على أيدي رجال أقاموا هذا الإتحاد ، أعتقد أننا نحتاج لوقفات وتساؤلات نعيد فيها رؤيتنا لمسيرتنا هذه هل هي في الطريق الصحيح أم أنها حادت عن الجادة ؟! ما الذي دفعني لأن أقول ، هل فقدنا روح الإتحاد ؟ ما دفعني لذلك أنني أرى نسيج مجتمع الإمارات المترابط المتكاتف الذي قام عليه الإتحاد بات مفككاً ، أوفي طريقه للتفكيك إذا لم يتداركه العقلاء ، ما جمعنا على الإتحاد هو الحب والتكاتف والترابط والتعاون ، امتازت الأسرة في الإمارات والتي تعتبر هي نواة هذا المجتمع بالترابط القوي بين أفرادها ، لذلك شاهدنا ترابطاً قوياً بين أبناء الحي الواحد (الفريج) وبين الإمارة الواحدة وبين أبناء الإمارات ككل فلا يفرح أهل إمارة إلا وفرح الجميع لهم ولا يحزن أهل حي إلا وحزن الجميع لهم . سأكون صريحاً معكم اذا قلت أن هذا الجو من الترابط والمحبة بين أهل الإمارات تفككه سياسة استبداد من جهاز وضع لحفظ الأمن فبات يزرع الخوف والظلم ، يفككه الخوف الذي زرع في القلوب ، تفككه المصالح ، تفككه المناصب ، فحين يزرع في كل بيت جاسوس ، وحينما ينتزع من كل حي أوفى رجاله ويخونون ، وعندما يعتقل من كل إمارة أتقى الرجال ويهمزون ويلمزون ، حينها أقول أننا أمام سياسة تفكيك المجتمع ، ولا يجد الرجال الأشداء في وجهها وبانهزام إلا قول " نفسي نفسي" او" إذا نجيت أنا وناقتي ماعلي من رفاقتي " ..في تعزيز لمبدأ الأنانية والأنا المتفردة التي قد تعصف بالمجتمع بعنجهيتها ..! مؤسف جداً أن نرى سياسة تفكيك المجتمع عبر زرع الجواسيس في كل مكان ، فصار الأخ لايثق بأخيه ولا إبن عمه ولا إبن خاله ، حتى رأيت من يتجسس على عمه وأبيه ، ورأيت الفتاة تتجسس على خالتها وعمتها وأختها وصديقتها ، ماذا بقي ؟! وصار الصديق يهجر أخاه وصديقه وهو يكن له كل حبٍ وتقدير حتى لا يحسب على فئة ولا ينسب إلى جماعة ، وحتى لايحرم من منحة او لا يبعد من وظيفة ! هل هذه هي الروح التي قام عليها الإتحاد؟! وهل وطنية التخوين هي التي ستجمع صفنا بعد فرقة ! وهل صار الخوف يفقد الإنسان ضميره ، والمادة تفقده إنسانيته ؟! ياترى هل يراد لمجتمعنا أن يتحول إلى منافقين ومداهنين ؟! ماطرحت هذه التساؤلات ولا عبرت بهذه الكلمات إلا حباً ووفاءاً للإمارات ، فالصامتون هم من يتحملون مسؤولية تفكك نسيجنا المجتمعي الذي تقوم به ثلة يجب أن يوقفها العقلاء عند حدها ، إن كان لازال هناك عقلاء لم يجرفهم سيل الأنانية وال(أنا) ، وحتى لايجرفهم سيل التفكك فلايجدون حولهم إلا كل مداهن منافق ، أقولها وبصوت عالٍ كما قالها المؤسس زايد رحمه الله ، "الإنسان أغلى من النفط والإسفلت" ، فلاقيمة لكل مانقوم به إذا لم نحافظ على الإنسان!