شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة تطور عمراني واقتصادي كبير بفضل الله ثم بفضل النفط الذي الذي منحنا الله اياه مكرمة ومنحة ، وبفضل أبناء مخلصين هم أول من أدخل النظام الإداري المتقدم إلى دولة الإمارات ، وادعي وانا واثق بأن التطور الإداري والاستراتيجي وبرامج التميز والجودة كان لابناء دعوة الإصلاح المخلصين الدور الأكبر في إدخالها لمؤسسات الدولة بداية من حكومة دبي وانتهاءاً بالمحليات والوزارات التي تعتبر الأسوء في النظام الإداري .. ولكن ما هو محزن ان الإمارات مع هذا التقدم الاقتصادي والإداري والعمراني تخلفت وتراجعت عن حفظ حقوق هذا الإنسان الذي كان سبباً رئيسيا في البناء المادي والعمراني ، نعم تتراجع الإمارات ولازالت تتراجع مع استمرار انتهاكها لحقوق خيرة أبنائها ذوي الإنجازات والعمل والبناء ،، ولم يتوقف التراجع في مجال حقوق الإنسان فقط وإنما تراجعت ايضا في حفظ قيم المجتمع الأسلامية والعادات والتقاليد التي تتوافق مع الدين ، فلأول مرة تنتهك حقوق المرأة وتزج في قضايا سياسية ، لدرجة أننا سمعنا اصواتاً نشاز تطالب بتشديد العقوبة بحجة تطبيق القانون ، وماعلموا أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يحاسب أي إمرأة في عهده في قضية سياسية حتى تلك التي كانت تحمل أخباره إلى أعدائه ، فهكذا هي قيمنا في حفظ كرامة المرأة وصيانتها والرفق بها كما أمرنا عليه الصلاة والسلام " رفقاً بالقوارير " في حين يبرر الوزير المسؤول انتهاكاته لحقوق الإنسان ضد دعاة الإصلاح بأنهم " لايحترمون حقوق المرأة " ..! فهل من يحترم حقوق المرأة من يقيد يديها ورجليها في قضية سياسية وهي منها بريئة ، أم ذلك الذي يرسل مرتزقته لينالوا من اعراض الحرائر الشريفات ، ام ذلك الذي يجبرها على كشف وجهها في انتهاك صارخ للحرية الشخصية ..! واليوم نرى المرأة تزج في محاكمات أمنيه ماسبقها من انتهاكات لايبشر بنزاهة واستقلال وما رأيناه من تجاوزات أمنية في حقوق اهالي المعتقلين المتواجدين لحضور المحاكمة مع الشروط التعسفية لمن أراد الحضور تجعل كل مراقب منصف يضع العديد من علامات الاستفهام !!! فكم هو مؤلم أن نرى أمهاتنا واخواتنا تحت أشعة الشمس الحارقة ، وهناك من يتفرج عليهم من رجال الأمن والشرطة دون أن تتحرك غيرته لأجل قيمه وكرامته أم أنهم بالخوف والمال استبدلوا كل هذا ..! سأل السجان الإمام أحمد وهو في السجن هل أنا من أعوان الظلمة ؟ فأجابه الإمام أحمد : أنت من الظلمة أنفسهم فلولا أمثالك ما استبدوا ..! فالمحاكمات اليوم ليست لدعوة الاصلاح او لتنظيم سري كما يدعون ، إنما هي محاكمة للفضيلة ، محاكمة للقيم التي يقوم عليها مجتمعنا المسلم ، محاكمة لكرامة كل مواطن يرى ويسمع ولازال يحسب لمصالحه ألف حساب ، محاكمة للضمير الإنساني الحي الذي أبى أن يسكت عن الظلم ، محاكمة لمن أراد لمجتمعه ووطنه النجاة وأرادوا هلاكه .. ولكنه باقٍ كما قال الشاعر هشام الجخ : أنا باقٍ وشرعي في الهوا باقي سقينا الذل اوعية سقينا الجهل ادعية مللنا السقي والساقي أحذركم سنبقى رغم فتنتكم فهذا الشعب موصول حبائلكم وان ضعفت فحبل الله مفتول ..!