تتأثر وزارة التربية بما يحدث في مختبرات الكيمياء والإحياء من تجارب ناجحة أو فاشلة ليتم تطبيقها على أعلى المستويات في الوزارة وكأن من يتولى زمام الأمور في هذه الوزارة المهمة التي تعني المجتمع بكل أفراده لا يعنيه سوى أن يأتي ( بالتجربة المتميزة) وبشيء يخالف فيه من سبقه ويميزه عن من سلفه ليأتي لنا باختراع جديد يحصل من خلاله على جائزة نوبل للسلام ، ولاتهمه الخسائر التي تتكبدها الدولة أي كانت سواء كانت تربوية أو مادية أو معنوية وحتى من ناحية الكوادر البشرية التي تستغني عنهم الوزارة من أجل إرضاء أصحاب العيون الزرقاء .
فوزارتنا متميزة بكل معايير الجودة العالمية ، فهي متميزة في صرف الأموال التي لا ندري أين تذهب وإلى من تصرف ؟؟؟ ، فيأتي الوزير المتميز ويطرح تجربته المتميزة التي قد تكلف الوزارة مئات الملايين من الدراهم _ وليته استشار أو أخذ رأي العاملين في الوسط التربوي عن جدوى مثل هذه الخطط _ لينتهي به المطاف إلى العزل والتهميش وتذهب هذه الخطط في أدراج المخازن وليت أحد ينفض عنها الغبار تقديرا للملايين التي صرفت عليها ، والوزير الجديد يأتي بتجربة متميزة أخرى يصرف ما صرف سلفه أو أكثر ، والوسط التربوي ضائع بين تجارب الوزراء وكأنهم في مختبر الكيمياء ، لنبقى ندور في دولاب التجارب وكأن الوزارة أصبحت مختبرا كبيرا لتجارب الوزراء ولا يهمهم ما ينتج عن ذلك من سلبيات على المجتمع ككل .
كما أن وزارتنا متميزة في تشغيل العاطلين عن العمل الأجانب من ذوي السوابق الإجرامية ، والذين لم تتح لهم الفرصة للعمل في أوطانهم ، في تجربة جديدة لتربية الأبناء على الاستفادة من الخبرات الإجرامية والتصرفات اللاأخلاقية ، وليتهم استفادوا من تجارب الآخرين الناجحة وصاغوها بصياغتنا الوطنية التي تعتمد على العادات الإسلامية الأصيلة ، فحب الأجنبي وإعطاؤه أعلى الامتيازات مفخرة لوزارتنا الحبيبة لتظهر لهم مدى الكرم اللامحدود الذي نمتلكه في حين أن أبناء الوطن ينتظرون على قائمة المقابلات عسى أن ترحمهم الموافقات الأمنية ، فنحن كرماء كمن يطعم غيره وأبناؤه جياع .....
وقد لا أخفيكم سراً إذا قلت لكم إن أشد ما يعجبني في وزارة التربية هو أننا من خلالها قد تعرفنا على المخلصين وعلى الغاشين لهذا الوطن .... فوزارتنا ( وزارة التجارب ) ومن خلال التجارب تظهر لنا عبقرية من أجرى هذه التجارب ...