خطاب ساذج بدأ يظهر على الساحة في اليومين الأخيرين من بعض الفضلاء، نحترمهم ولانحترم خطابهم الذي يحمل في ثناياه جرعات من التخدير للشعوب، وجرعات من الحياة للطاغية المستبد، هذا الخطاب لايفرق بين الأوطان والشعوب وبين الأنظمة المجرمة التي تفتك بشعوبها وتسلب حياتهم وحرياتهم وخيراتهم، خطاب يطرح بحجج واهية تعطي المستبد جرعة أمل مع كل جريمة يرتكبها، فكل من يدافع اليوم عن السعودية ولايميز بين النظام وبين الوطن" ارض وشعب" بعد جريمة مقتل الشهيد جمال خاشقجي التي ارتكبها النظام السعودي هو مع الأسف يعين على هذا الظلم، هذا الخطاب لايفرق بين السعودية كنظام مجرم مستبد وبين بلاد الحرمين كشعب وأرض.
حجتهم الأولى: أن هذه هجمة من بلد كافر "أمريكا" على السعودية والحقيقة أنها ردة فعل على جريمة مقتل الشهيد جمال خاشقجي من كل حر في العالم يرفض الظلم وان تدخلت الدول الأخرى لابتزازهم لأجل مصالحها فهذا لاينفي جرمهم، فاتهام كل مسلم يرفض هذا الظلم بالردة أو خلل في الإيمان هو محض افتراء على الدين، بل ان من يناصر هؤلاء الظلمة القتلة بطريقة مباشرة وغير مباشرة يشك في إيمانه، في الحديث " من أعان على خصومة بظلم - أو يعين على ظلم - لم يزل في سخط الله حتى ينزع".
وفي حديث آخر "من أعان قومه على ظلم، فهو كالبعير المتردي ينزع بذنبه ".
وفي رواية صححها السيوطي وضعفها غيره "منْ مشي معَ ظالمٍ ليعينَه وهوَ يعلمُ أنه ظالمٌ فقدْ خرجَ منَ الإسلامِ" .
ومن ناحية أخرى من الذي جعل بلاد الحرمين عرضة للابتزاز من أمريكا وغيرها أليس هذا النظام المجرم؟!
إذاً إذا كانت قلوبكم على بلاد الحرمين فقولوا كلمة حق في حق هذا النظام الفاسد الذي يقودها إلى الهاوية أو التزموا الصمت فهو خير لكم..
حجتهم الثانية: أن السعودية كدولة هي العمق الاستراتيجي لدول المنطقة وهذا صحيح، ولكن السؤال الذي يجب أن يسأل أصحاب الخطاب أنفسهم به، من الذي يقود هذه البلاد إلى الهاوية؟ ومن الذي يقود هذه المنطقة إلى الدمار؟ ومن الذي يقود هذه المنطقة إلى التدخلات الأجنبية ؟
أليس هذا النظام الفاسد الذي جعل كل طامع يطمع بها وينهب ثرواتها ويتدخل بها طولاً وعرضاً.
إذاً فهذا النظام لن يكون عمقاً استراتيجياً وإذا كنتم تخشون من الدمار فهذه الأنظمة تقود إلى ذلك، وإن كنت تخشون من التدخلات الأجنبية فهذه الأنظمة هي من تأتي بهم سواء كان هذا برضاها أو بحماقاتها وجرائمها ..
إذا كنتم لاتستطيعون ردع هذه الأنظمة فاصمتوا عن الدفاع عن الظالم المستبد فأنتم تبررون له الاستمرار في جرائمه، مع كل جريمة يرتكبها يجدكم في معرض الدفاع عنه من غير طلب، وعندما تنتهي محنته يعود لينتهك ويسلب الحقوق وأنتم حينها ستكونوا معه شركاء ..