على برنامج التواصل الاجتماعي "تويتر" وصلتني رسالة من أحد الإماراتيين فيها هذا السؤال ( من هو الخائن؟) مع رسالة طويلة مختصرها أنه يعيش في حيرة بين ما يراه من الحكومة من مواقف تتجلى فيها الخيانة والإساءة لماضي هذه الدولة وحاضرها، وما يسمعه منها من ادعاء الوطنية والتفاخر بالسيادة الوطنية، وبين ما يسمعه عن الأحرار في الإمارات من تشويه وتخوين في وسائل الإعلام ومواقع التواصل وما يراه منهم من مواقف مشرفة خصوصا في قضية التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، فرأيت أن أجيبه بهذه الكلمات:
اشتغلت السلطة الإماراتية على مدار التسع سنوات الماضية على تخوين الأحرار في الإمارات من إسلاميين وليبراليين ومستقلين حيث بدأت حملة التخوين باعتقال الإماراتيين الخمسة حين حشدت القبائل بطلب من السلطة بعض أفرادها حول المحاكم لإظهار صوت شعبي ضدهم، وفشلت الحملة حين انتهت بالإفراج عنهم وبعدها بأشهر حصلت حملة الاعتقالات ضد شباب الإصلاح الذين اتهموا بالسعي للانقلاب على نظام الحكم ثم اتهموا لاحقاً بتلقي الدعم من قطر وتركيا، وهكذا توالت الاعتقالات لكل حر يعبر عن رأيه في الإمارات. كانت الشماعة في هذه الاعتقالات أنهم يتعاونون مع الخارج لعمل انقلاب وللإضرار بأمن الدولة.. بعد هذه المقدمة البسيطة سأستعرض ما فعله الأحرار (وهنا أعني كافة الأحرار من إسلاميين ومستقلين ولبراليين) وما فعلته السلطة في السنوات العشر الماضية لنعلم من الخائن؟
- قام الأحرار في الإمارات وعلى رأسهم شباب الإصلاح بالكثير من الإنجازات التي تحسب لهم في خدمة الإمارات خصوصاً في مجال التعليم وأسسوا مناهج تربي النشء على القيم الإسلامية الأصيلة التي قامت عليها الإمارات، وخرج من هذه المناهج العلماء والمفكرين والدكاترة والقضاة والمحامين والمهندسين والمعلمين والإداريين وفي كافة المجالات العلمية والإدارية كانت لهم بصمة حقيقية، ولكن السلطة التي أغلقت مؤسساتهم منعت نشاطهم وأخيراً ضيقت عليهم وفصلتهم من وظائفهم واعتقلتهم ثم قامت بتغيير المناهج لتتناسب مع الإسلام الجديد الذي تدعو إليه والذي يميع الدين ويهدم القيم ويتخلى عن قضايا الأمة ومقدساتها ويبرر الخيانة مع المحتل قاتل الأطفال ومغتصب الأرض ومدنس المقدسات، وفي الوقت الذي أغلقت فيه مراكز القرآن والجمعيات المدنية والتربوية كانت تسمح لأندية الروتاري بالانتشار في فنادق إمارات الدولة المختلفة.
- كما قام الأحرار بدعم قضية فلسطين ودعم المقاومة في غزة المحاصرة ضد الحصار تماشياً مع سياسة الدولة في وقتها ولكن السلطة الحالية ترى أن هذا الدعم وهذه المناصرة لأهل فلسطين من الإرهاب حيث كانت التبرعات تخرج من الإمارات بمئات الملايين بموافقة السلطات ولكن هذه السلطة حاولت تشويه العمل الخيري وتشويه هذا الدعم عبر عدة وسائل وقضايا ملفقة نشرتها في وسائل الإعلام. - وكان الأحرار ضد التطبيع عبر لجنة الإمارات لمقاومة التطبيع وكانت السلطة وقتها مع هذا التوجه ولكن السلطة الحالية تمارس الخيانة اليوم وتعلن التطبيع العلني وتساهم في التضييق على المقاومة وترسل الجواسيس وتساهم في إحكام قبضة الصهاينة على غزة عبر دعم الانقلابي السيسي في هذا الملف.
- كان الأحرار مع حق الشعب الإماراتي في نيل حقوقه السياسية وذلك عبر العريضة التي وقعها ١٣٢شخص وأكثر من ٥٠٠ شخص وقعها إلكترونياً لتعبر عن آمالا وطموحات الشعب، ولكن السلطة هذه شيطنة الموقعين وأجبرت بعضهم على الانسحاب منها وأرهبت البعض واعتقلت أخرين منهم وبعضهم لازال في المعتقل لأنه طالب بحقوق شعب الإمارات السياسية.
- كان الأحرار مع حق الشعوب العربية في نيل حرياتها وتحقيق طموحاتها عبر الربيع العربي الذي بدأ في تونس ولم ينتهي بعد، ولكن السلطة الحالية أبت إلا أن تكون ضد إرادة الشعوب فقادت الانقلابات في مصر وليبيا وقتلت الآمنين في رابعة وفي طرابلس، ودعمت الحوثي في اليمن ضد حزب الإصلاح ثم انقلبت عليه ودعمت صالح الذي ثار الشعب ضده وأخيراً كونت لنفسها ميليشيات تقتل وتعذب الشعب اليمني وتدعو لانفصال الجنوب، كما دعمت المجرم بشار الأسد وتجسست على المقاومة السورية لصالحه ودعمت الحركات الإرهابية الكردية لضرب تركيا، كما دعمت فرنسا في تنصيب المستبد في مالي الذي انقلب عليه شعبه أخيراً.
هذا غيض من فيض لأجيب على كل من يسأل عن الخائن في الإمارات هل هم هؤلاء الأحرار الذين ضحوا لأجلها وخونتهم السلطات منذ سنوات أم هي السلطة التي ترمي خيانتها عليهم؟