المعيار الغربي - الصواب والخطأ
المعيار الغربي - الصواب والخطأ
تاريخ النشر: - مقالات عامة

يحاكمنا الغرب عبر مؤسساته الرسمية والأهلية وعبر إعلامه ويحدد لنا معايير خاصة فيما هو أخلاقي وما هو غير أخلاقي في الحرب والسلم.

‏وهذا المعيار "الأخلاقي" لا يطبق إلا في حالات خاصة تتعارض مع مصالح الغرب، لذلك نجد أنه يجرم فعل المقاومة بالرغم من مشروعية فعلها بحسب القوانين الدولية التي وضعوها هم، ويتعاطف من المحتل الأكثر إجراماً وفتكاً وتجاوزاً للمعايير التي يضعها لنا.

‏الملفت في الأمر أن كثير من المهزومين ثقافياً من بيننا يمثلون أقصى درجات الخضوع للمعايير الغربية وهم في حاجة دائمة لتبرير تصرفات الغرب الغير أخلاقية، وعلى أفضل تقدير فإنهم يفصلون بين تصرفات الغرب الإجرامية وبين المعايير التي يضعها وتخالفها "بعض" الحكومات كما يقولون، ولكن أسوء هؤلاء هو الذي يلبس المعايير الغربية لباس اخلاقي إسلامي، فهو لا يتصور أن يكون كل فعل أو موقف يخالف التصور أو المعيار الغربي لما هو "أخلاقي" أن يكون تصرفاً صحيحاً، وظهر ذلك واضحاً في ردة الفعل على خطاب المقاومة التي هددت الكيان الصهيوني بقتل أسير مقابل كل هجوم تنفذه ولا تحذر المدنيين قبله..
‏وهذا الموقف مليء بالتناقضات "الأخلاقية" ففي هذا الحدث حيث أن الكيان الصهيوني يقصف المباني بوحشية ويهدمها ويدمرها بمن فيها ويمسح أسر بأكملها من الوجود هذا كله يتم التغاضي عنه، ولكن حين تقوم المقاومة بالتهديد بقتل أسير مقابل هذا الإجرام يأتي الاستنكار، ولو سألت المستنكر على أي أساس أو معيار كان موقفك الذي تسميه "أخلاقي" لن تجد إلا المعيار الغربي الذي لم يطبقه الغرب في جميع حروبهم في العصر الحديث بداية من حروب الاستعمار ونهاية بحروب أمريكا في أفغانستان والعراق وسوريا وفلسطين.

‏لذلك فإن الأصل عند المسلم في تقييم المواقف هو المعيار الأخلاقي المستند للأحكام الشريعة فهو معيار ثابت وواضح وصريح لا يجامل ولا يحابي ويضع الأمور في نصابها الأخلاقي والإنساني.

‏⁧‫#طوفان_الأقصى